Untitled
unknown
plain_text
a year ago
81 kB
3
Indexable
<h1><strong>𝟮𝟳 𝗔𝗿𝗮𝗯𝗶𝗰 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿𝘀 - 𝗦𝘂𝗿𝗮𝗵 𝗔𝗹-𝗞𝗮𝘄𝘁𝗵𝗮𝗿 𝗩𝗲𝗿𝘀𝗲 𝟭</strong></h1> <p><strong>𝟭)𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗝𝗮𝗺𝗶 𝗮𝗹-𝗯𝗮𝘆𝗮𝗻 ʿ𝗮𝗻 𝘁𝗮ʾ𝘄𝗶𝗹 𝗮𝘆 𝗮𝗹-𝗤𝘂𝗿𝗮𝗻 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗧𝗮𝗯𝗮𝗿𝗶 (𝗱.𝟯𝟭𝟬 𝗔𝗛): <br> تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) </strong><br> يقول تعالى ذكره: { إنَّا أعْطَيْناكَ } يا محمد { الْكَوْثَرَ }. <br> واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر، فقال بعضهم: هو نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر: أنه قال: الكوثر: نهر في الجنة، حافتاه من ذهب وفضة، يجري على الدرّ والياقوت، ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل. <br> وتربته أطيب من ريح المسك<br> ماؤه أبيض من الثلج<br> قال: ثنا مهران، عن أبي معاذ عيسى بن يزيد، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عائشة قالت: الكوثر: نهر في بُطْنان الجنة: وسط الجنة، فيه نهر شاطئاه درّ مجوّف، فيه من الآنية لأهل الجنة، مثلُ عدد نجوم السماء. <br> قال: ثنا أبو النضر وشبابة، قالا: ثنا أبو جعفر الرازيّ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن رجل، عن عائشة قالت: الكوثر: نهر في الجنة ليس أحد يدخل أصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر. <br> قال: نهر أعطاه الله محمداً صلى الله عليه وسلم في الجنة. حدثنا أحمد بن أبي سريج، قال: ثنا مسعدة، عن عبد الوهاب، عن مجاهد، قال: الكَوْثَر: نهر في الجنة، ترابه مسك أذفر، وماؤه الخمر. <br> حدثنا الربيع، قال: أخبرنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك يحدّثنا، قال: لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، مضى به جبريل في السماء الدنيا، فإذا هو بنهر، عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد، فذهب يشُمّ ترابه، فإذا هو مسك، فقال: " يا جبريل، ما هذا النهر؟ " قال: هو الكوثر الذي خبأ لك ربُّك. <br> ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب، قال: ثني هُشَيم، قال: أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. <br> حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سألت سعيد بن جُبير، عن الكوثر، فقال: هو الخير الكثير الذي آتاه الله، فقلت لسعيد: إنا كنا نسمع أنه نهر في الجنة، فقال: هو الخير الذي أعطاه الله إياه. <br> حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد، قال: ثنا شعبة، عن عُمارة بن أبي حفصة، عن عكرِمة، قال: هو النبوّة، والخير الذي أعطاه الله إياه. <br> حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا حرمي بن عمارة، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عمارة، عن عكرِمة في قول الله: { إنَّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال: الخير الكثير، والقرآن والحكمة. <br> حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس: { إنَّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال: الخير الكثير. <br> قال: ثنا مِهْران، عن سفيان، عن هلال، قال: سألت سعيد بن جُبير { إنَّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } قال: أكثر الله له من الخير، قلت: نهر في الجنة؟ قال: نهر وغيره. <br> حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن مجاهد: الكوثر: قال: الخير كله. <br> حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: خير الدنيا والآخرة. <br> وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي، قول من قال: هو اسم النهر الذي أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، وصفه الله بالكثرة، لعظَم قدره. </p><br> <p><strong>𝟮) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗔𝗹-𝗞𝗮𝘀𝗵𝘀𝗵𝗮𝗮𝗳 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗭𝗮𝗺𝗮𝗸𝗵𝘀𝗵𝗮𝗿𝗶 (𝗱.𝟱𝟯𝟴 𝗔𝗛): <br> تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) </strong><br> والكوثر فوعل من الكثرة وهو المفرط الكثرة. وقيل لأعرابية رجع ابنها من السفر بم آب ابنك؟ قالت آب بكوثر. <br> وقال: وَأَنْتَ كَثِيرٌ يَا ابْنَ مَرْوَانَ طَيِّبٌ وَكَانَ أَبُوكَ ابْنَ الْعَقَائِلِ كَوْثَرَا <br> وقيل الكوثر نهر في الجنة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1351 أنه قرأها حين أنزلت عليه فقال " أتدرون ما الكوثر؟ إنه نهر في الجنة وعدنيه ربي، فيه خير كثير " <br> وروي في صفته 1352 " أحلى من العسل، وأشدّ بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، وألين من الزبد حافتاه الزبرجد، وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء " <br> وروي 1353 " لا يظمأ من شرب منه أبداً أول وارديه فقراء المهاجرين الدنسو الثياب، الشعث الرؤوس، الذين لا يزوجون المنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد، يموت أحدهم وحاجته تتلجلج في صدره، لو أقسم على الله لأبرّه " <br> عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1354 " من قرأ سورة الكوثر سقاه الله من كل نهر في الجنة ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد في يوم النحر أو يقربونه ". </p><br> <p><strong>𝟯) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-𝗤𝗮𝘀𝗶𝗺𝗶 𝗮𝗹-𝗠𝘂𝘀𝗮𝗺𝗺𝗮 𝗠𝗮𝗵𝗮𝘀𝗶𝗻 𝗮𝘁-𝗧𝗮𝗻𝘇𝗶𝗹 𝗯𝘆 𝗮𝗹-𝗤𝗮𝘀𝗶𝗺𝗶 (𝗱. 𝟭𝟯𝟯𝟮 𝗔𝗛): <br> تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) </strong><br> { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } أي: الخير الكثير من القرآن والحكمة والنبوة والدين الحق والهدى وما فيه من سعادة الدارين. </p><br> <p><strong>𝟰) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗔𝗹-𝗝𝗮𝗺𝗶'𝗹𝗶-𝗔𝗵𝗸𝗮𝗺 𝗮𝗹𝘀𝗼 𝗸𝗻𝗼𝘄𝗻 𝗮𝘀 𝗔𝗹-𝗝𝗮𝗺𝗶' 𝗮𝗹-𝗤𝘂𝗿'𝗮𝗻 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗤𝘂𝗿𝘁𝘂𝗯𝗶 (𝗱.𝟲𝟳𝟭 𝗔𝗛): <br> تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) </strong><br> والكوثر: العدد الكثير من الأصحاب والأشياع. والكوثر من الغبار: الكثير. وقد تكوثر إذا كثر قال الشاعر: وقـد ثـارَ نقـع المـوتِ حـتـى تَكَـوثـرا <br> واختلف أهل التأويل في الكوثر الذي أعطِيه النبي صلى الله عليه وسلم على ستة عشر قولاً: <br> الأوّل: أنه نهر في الجنة رواه البخاريّ عن أنس والترمذيّ أيضاً وقد ذكرناه في كتاب التذكرة. <br> الثاني: أنه حوض النبيّ صلى الله عليه وسلم في الموقف قاله عطاء <br> الثالث: أن الكوثَر النبوّةُ والكتابُ قاله عكرمة. <br> الرابع: القرآن قاله الحسن. <br> الخامس: الإسلام حكاه المغيرة. <br> السادس: تيسير القرآن وتخفيف الشرائع قاله الحسين بن الفضل. <br> السابع: هو كثرة الأصحاب والأمة والأشياع قاله أبو بكر بن عياش ويمان بن رِئاب. <br> الثامن: أنه الإيثار قاله ابن كَيْسان. التاسع: أنه رِفعة الذكر. حكاه الماورديّ. <br> العاشر: أنه نور في قلبك دلك عليّ، وقطعك عما سوايَ. وعنه: هو الشفاعة وهو الحادي عشر. وقيل: معجزات الربّ هُدِيَ بها أهلُ الإجابة لدعوتك حكاه الثعلبيّ، وهو الثاني عشر. <br> الثالث عشر: قال هلال بن يساف: هو لا إلٰه إلا الله محمد رسول الله. وقيل: الفقه في الدين. وقيل: الصلوات الخمس وهما الرابع عشر والخامس عشر. <br> وفي حوضه يقول الشاعر:<br> يا صاحبَ الحوضِ مَنْ يُدَانيكَا <br> وأنتَ حَقًّا حبيبُ بارِيكا وجميع ما قيل بعد ذلك في تفسيره قد أُعْطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة على حوضه صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً. <br> وقد ثـارَ نقـع المـوتِ حـتـى تَكَـوثـرا </p><br> <p><strong>𝟱) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-𝗤𝘂𝗿'𝗮𝗻 𝗮𝗹-'𝗔𝘇𝗶𝗺 𝗯𝘆 𝗜𝗯𝗻 𝗞𝗮𝘁𝗵𝗶𝗿 (𝗱. 𝟳𝟳𝟰 𝗔𝗛): <br> تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) </strong><br> قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن فضيل عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال أغفى رسول الله إغفاءة، فرفع رأسه متبسماً، إما قال لهم، وإما قالوا له لم ضحكت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه أنزلت علي آنفاً سورة " فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم { إِنَّآ أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } حتى ختمها فقال " هل تدرون ما الكوثر؟ " قالوا الله ورسوله أعلم. قال " هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم، فأقول يا رب إنه من أمتي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " <br> وحدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع عن أبي جعفر الرازي عن ابن أبي نجيح عن عائشة رضي الله عنها قالت من أحب أن يسمع خرير الكوثر، فليجعل أصبعيه في أذنيه، هذا منقطع بين ابن أبي نجيح وعائشة، وفي بعض الروايات عن رجل عنها، ومعنى هذا أنه يسمع نظير ذلك، لا أنه يسمعه نفسه، والله أعلم. </p><br> <p><strong>𝟲) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗔𝗻𝘄𝗮𝗿 𝗮𝗹-𝗧𝗮𝗻𝘇𝗶𝗹 𝘄𝗮-𝗔𝘀𝗿𝗮𝗿 𝗮𝗹-𝗧𝗮'𝘄𝗶𝗹 𝗯𝘆 𝗮𝗹-𝗕𝗮𝘆𝗱𝗮𝘄𝗶 (𝗱.𝟲𝟴𝟱 𝗔𝗛): <br> تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) </strong><br> { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ } وقرىء «أنطيناك». { ٱلْكَوْثَرَ } الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين. " وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه نهر في الجنة وعدنيه ربي فيه خير كثير أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد، حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة لا يظمأ من شرب منه " وقيل حوض فيها وقيل أولاده وأتباعه، أو علماء أمته والقرآن العظيم. </p><br> <p><strong>𝟳) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗙𝗮𝘁𝗵 𝗮𝗹-𝗤𝗮𝗱𝗶𝗿 𝗯𝘆 𝗜𝗺𝗮𝗺 𝗔𝘀𝗵-𝗦𝗵𝗮𝘄𝗸𝗮𝗮𝗻𝗶 (𝗱.𝟭𝟮𝟱𝟬 𝗔𝗛): <br> تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) </strong><br> قرأ الجمهور { إنا أعطيناك } وقرأ الحسن، وابن محيصن، وطلحة، والزعفراني أنطيناك بالنون. قيل هي لغة العرب العاربة. قال الأعشى حباؤك خير حبا الملوك يصان الحلال وتنطى الحلولا و { ٱلْكَوْثَرَ } فوعل من الكثرة وصف به للمبالغة في الكثرة، مثل النوفل من النفل، والجوهر من الجهر. العرب تسمي كلّ شيء كثير في العدد، أو القدر، أو الخطر كوثراً، ومنه قول الشاعر<br> وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا.<br> فالمعنى على هذا إنا أعطيناك يا محمد الخير الكثير البالغ في الكثرة إلى الغاية. <br> وذهب أكثر المفسرين، كما حكاه الواحدي إلى أن الكوثر نهر في الجنة. وقيل هو حوض النبيّ صلى الله عليه وسلم في الموقف قاله عطاء. وقال عكرمة الكوثر النبوّة. وقال الحسن هو القرآن. وقال الحسن بن الفضل هو تفسير القرآن، وتخفيف الشرائع. وقال أبو بكر بن عياش هو كثرة الأصحاب والأمة. وقال ابن كيسان هو الإيثار. وقيل هو الإسلام. وقيل رفعة الذكر. وقيل نور القلب. وقيل الشفاعة. وقيل المعجزات. وقيل إجابة الدعوة. وقيل لا إلٰه إلاّ الله. وقيل الفقه في الدين. وقيل الصلوات الخمس، <br> قال الفراء سمعت بعض العرب يقول نتناحر، أي نتقابل نحر هذا، إلى نحر هذا أي قبالته، ومنه قول الشاعر أبا حكم ما أنت عمّ مجالد وسيد أهل الأبطح المتناحر </p><br> <p><strong>𝟴) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗔𝗹-𝗡𝘂𝗸𝗮𝘁 𝘄𝗮𝗹 '𝗨𝘆𝘂𝘂𝗻 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗠𝗮𝘄𝗮𝗿𝗱𝗶 (𝗱.𝟰𝟱𝟬 𝗔𝗛): <br> تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) </strong><br> قوله تعالى { إنّا أَعْطَيْناك الكَوْثَر } فيه تسعة تأويلات: <br> أحدها: أن الكوثر النبوة، قاله عكرمة. <br> الثاني: القرآن، قاله الحسن. <br> الثالث: الإسلام، حكاه المغيرة. <br> الرابع: أنه نهر في الجنة، رواه ابن عمر وأنس مرفوعاً. <br> الخامس: أنه حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة قاله عطاء. <br> السادس: أنه الخير الكثير، قاله ابن عباس. <br> السابع: أنه كثرة أمته، قاله أبو بكر بن عياش. <br> الثامن: أنه الإيثار، قاله ابن كيسان. <br> التاسع: أنه رفعة الذكر، وهو فوعل من الكثرة </p><br> <p><strong>𝟵) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗠𝗮'𝗮𝗹𝗶𝗺 𝗮𝗹-𝗧𝗮𝗻𝘇𝗶𝗹 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗕𝗮𝗴𝗵𝗮𝘄𝗶 (𝗱. 𝟱𝟭𝟲): <br> تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) </strong><br> وقال أهل اللغة: الكوثر: فَوْعل من الكثرة، كنوفل: فَوْعَلَ من النفل، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو كثير في القدر والخطر: كوثراً <br> أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عمرو بن محمد حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: قال " الكوثر ": الخيرُ الكثير الذي أعطاه الله إياه. </p><br> <p><strong>𝟭𝟬) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗠𝘂𝗵𝗮𝗿𝗮𝗿 𝗮𝗹-𝗪𝗮𝗷𝗶𝘇 𝗯𝘆 𝗜𝗯𝗻 𝗔𝘁𝘁𝗶𝘆𝗮𝗵 (𝗱.𝟱𝟰𝟲 𝗔𝗛): <br> تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) </strong><br> قرأ الحسن: " إنا أنطيناك " ، وهي لغة في أعطى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " واليد المنطية خير من السفلى " ، وقال الأعشى: [المتقارب] <br> جيادك خير جياد الملوك<br> تصان الجلال وتنطى الشعير <br> قال القاضي أبو محمد: كوثر: بناء مبالغة من الكثرة، ولا مجال أن الذي أعطى الله محمداً عليه السلام من النبوة والحكمة والعلم بربه والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها كأنه يقول في هذه الآية: { إنا أعطيناك } الحظ الأعظم <br> قال الحسن: { الكوثر } ، القرآن، وقال أبو بكر بن عياش: هو كثرة الأصحاب والأتباع، وقال جعفر الصادق: نور في قلبه ودله عليه وقطعه عما سواه، وقال أيضاً: هو الشفاعة، </p><br> <p><strong>𝟭𝟭) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗭𝗮𝗮𝗱 𝗮𝗹-𝗠𝗮𝘀𝗲𝗲𝗿 𝗳𝗶 '𝗶𝗹𝗺 𝗮𝘁-𝗧𝗮𝗳𝘀𝗲𝗲𝗿 𝗯𝘆 𝗜𝗯𝗻 𝗔𝗹-𝗝𝗮𝘄𝘇𝗶 (𝗱.𝟱𝟵𝟳 𝗔𝗛): <br> تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) <br> أحدها: أنه نهر في الجنة. <br> والثاني: أن الكوثر: الخير الكثير الذي أُعْطِيَ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم، قاله ابن عباس. <br> والثالث: العلم والقرآن، قاله الحسن. <br> والرابع: النبوة، قاله عكرمة. <br> والخامس: أنه حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يكثر الناس عليه، قاله عطاء.<br> والسادس: أنه كثرة أتباعه، وأمته، قاله أبو بكر بن عياش </p><br> <p><strong>𝟭𝟮) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-‘𝗜𝘇𝘇 𝗶𝗯𝗻 ‘𝗔𝗯𝗱 𝗮𝗹-𝗦𝗮𝗹𝗮𝗺 𝗯𝘆 𝗜𝘇𝘇 𝗮𝗹-𝗗𝗶𝗻 𝗶𝗯𝗻 '𝗔𝗯𝗱 𝗮𝗹-𝗦𝗮𝗹𝗮𝗺 (𝗱.𝟲𝟲𝟬 𝗔𝗛): <br> تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) </strong><br> { الْكَوْثَرَ } النبوة والقرآن أو الإسلام أو نهر في الجنة مأثور أو حوضه يوم القيامة أو كثرة أمته أو الإيثار أو رفعة الذكر وهو فوعل من الكثرة </p><br> <p><strong>𝟭𝟯) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗔𝗻-𝗡𝗮𝘀𝗮𝗳𝗶 (𝗠𝗮𝗱𝗮𝗿𝗶𝗸 𝗮𝘁-𝗧𝗮𝗻𝘇𝗶𝗹 𝘄𝗮 𝗛𝗮𝗾𝗮-𝗶𝗾 𝗮𝘁-𝗧𝗮-𝘄𝗶𝗹) 𝗯𝘆 𝗜𝗺𝗮𝗺 𝗔𝗻-𝗡𝗮𝘀𝗮𝗳𝗶 (𝗱.𝟳𝟭𝟬 𝗔𝗛): <br> تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) </strong><br> { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } هو فوعل من الكثرة وهو المفرط الكثرة، وقيل: هو نهر في الجنة أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، وألين من الزبد، حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هو الخير الكثير فقيل له: إن ناساً يقولون هو نهر في الجنة فقال: هو من الخير الكثير </p><br> <p><strong>𝟭𝟰) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗞𝗵𝗮𝘇𝗶𝗻 (𝗟𝘂𝗯𝗮𝗯 𝗮𝗹-𝗧𝗮'𝘄𝗶𝗹 𝗳𝗶 𝗠𝗮'𝗮𝗻𝗶 𝗮𝗹-𝗧𝗮𝗻𝘇𝗶𝗹) 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗞𝗵𝗮𝘇𝗶𝗻 (𝗱. 𝟳𝟮𝟱 𝗔𝗛): <br> تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) </strong><br> قوله عزّ وجلّ: { إنا أعطيناك الكوثر } نهر في الجنة أعطاه الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وقيل الكوثر القرآن العظيم، وقيل هو النّبوة، والكتاب، والحكمة، وقيل هو كثرة أتباعه، وأمته، وقيل الكوثر الخير الكثير كما فسره ابن عباس خ عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بشر قلت لسعيد بن جبير أن ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه، وأصل الكوثر فوعل من الكثرة، والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو كثير القدر والخطر كوثراً، وقيل الكوثر الفضائل الكثيرة التي فضل بها على جميع الخلق فجميع ما جاء في تفسير الكوثر فقد أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم أعطي النبوة، والكتاب، والحكمة، والعلم، والشفاعة، والحوض المورود، والمقام المحمود، وكثرة الأتباع، والإسلام، وإظهاره على الأديان كلها، والنّصر على الأعداء، وكثرة الفتوح في زمنه وبعده إلى يوم القيامة <br> حوضي مسيرة شهر وفي رواية ما بين جنبيه كما بين جرباء، وأذرح، وفي رواية كما بين أيلة، وصنعاء اليمن، وفي رواية عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة، وفي رواية إن حوضي لأبعد من أيلة إلى عدن " </p><br> <p><strong>𝟭𝟱)𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗚𝗵𝗮𝗿𝗮'𝗶𝗯 𝗮𝗹-𝗤𝘂𝗿'𝗮𝗻 𝘄𝗮 𝗥𝗮𝗴𝗵𝗮'𝗶𝗯 𝗮𝗹-𝗙𝘂𝗿𝗾𝗮𝗻 𝗯𝘆 𝗮𝗹-𝗡𝗶𝘀𝗮𝗯𝘂𝗿𝗶 (𝗱.𝟳𝟮𝟴 𝗔𝗛): <br> تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري (ت 728 هـ) </strong><br> التفسير: هذه السورة كالمقابلة للسورة المتقدمة، لأن تلك مثال لكون الإنسان في خسر، وهذه للمستثنين منهم بل لأشرفهم وأفضلهم وهو النبي صلى الله عليه وسلم بل له ولشانيه، فكأنها مثال للفريقين جميعاً <br> ثم في الآية أصناف من المبالغة منها: التصدير بـ " إن " ومنها الجمع المفيد للتعظيم، ومنها لفظ الإعطاء دون الإيتاء ففي الإعطاء دليل التمليك دون الإيتاء ولهذا حين قال{ ولقد آتيناك سبعاً من المثاني } [الحجر: 7 <br> ومنها لفظ الكوثر وهو مبالغة في الكثرة بزيادة الواو كجدول فيشمل خيرات الدنيا والآخرة <br> قال أهل المعنى: ولعله إنما سمى كوثراً لأنه أكثر أنهار الجنة ماء وخيراً، أو لان أنهار الجنة تتفجر منه كما روي أنه ما في الجنة بستان إلا وفيه من الكوثر نهر جار أو لكثرة شاربيه. <br> وقد يقال: إن الكوثر حوض في الجنة على ما ورد في الأخبار فلعل منبعه حوض ومنه تسيل الأنهار، <br> والقول الثالث أن الكوثر أولاده لأن هذه السورة نزلت رداً على من زعم أنه الأبتر كما يجيء والمعنى أنه يعطيه بفاطمة نسلاً يبقون على مر الزمان. فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم مملوء منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، والعلماء الأكابر منهم لا حد ولا حصر لهم. منهم الباقر والصادق والكاظم والرضي والتقي والنقي والزكي وغيرهم. <br> القول الرابع: الكوثر علماء أمته لأنهم كأنبياء بني إسرائيل واختلافهم في فروع الشريعة رحمة كما كان اختلاف الأنبياء في الفروع رحمة مع اتفاقهم على الأصول فالتوحيد والنبوة والمعاد كأصول الشجرة وأديان الأنبياء كشعبها الكبار، والمذاهب كالأغصان المتفرعة عن الشعب. الخامس: الكوثر النبوة ولا يخفى ما فيها من الخير الكثير لأنها ثانية رتبة الربوبية ولهذا كانت طاعة الرسول طاعة الله ثم لرسولنا الحظ الأوفر من هذه الفضيلة لأنه المذكور قبل سائر الأنبياء والمبعوث بعدهم، </p><br> <p><strong>𝟭𝟲) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗟𝘂𝗯𝗮𝗯 𝗳𝗶 𝘂𝗹𝘂𝗺 𝗸𝗶𝘁𝗮𝗯 𝗯𝘆 𝗜𝗯𝗻 𝗔𝗱𝗲𝗹 (𝗱.𝟴𝟴𝟬 𝗔𝗛): <br> تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) </strong><br> وقال عطاء: هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف وفيه أحاديث كثيرة. <br> وقال عكرمة: الكوثر: النبوة، والكتاب. <br> وقال الحسن: هوالقرآن. وقال ابن المغيرة: الإسلام. <br> وقال ابن كيسان: هو الإيثار. <br> وقال الحسن بن الفضل: هو تيسير القرآن، وتخفيف الشرائع. وقال أبو بكر بن عياش ويمان بن رئاب هو كثرة الأصحاب والأتباع والأمة. <br> وحكى الماورديُّ: أنه رفعة الذكر. <br> وقيل: [الشفاعة: وقال هلال بن يساف: هو لا إله إلا الله محمد رسول الله. <br> وقيل: الصلوات الخمس. <br> وقيل الفقه في الدين. <br> وقيل غير ذلك]. </p><br> <p><strong>𝟭𝟳) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-𝗕𝗶𝗾𝗮' 𝗶(𝗡𝗮𝘇𝗺 𝗮𝗹-𝗗𝘂𝗿𝗮𝗿 𝗳𝗶 𝗧𝗮𝗻𝗮𝘀𝘂𝗯 𝗮𝗹-𝗔𝘆𝗮𝘁 𝘄𝗮𝗹 𝗦𝘂𝘄𝗿) 𝗯𝘆 𝗮𝗹-𝗕𝗶𝗾𝗮'𝗶 (𝗱.𝟴𝟴𝟱 𝗔𝗛): <br> تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ) </strong><br> { إنا } بما لنا من العظمة وأكد لأجل تكذيبهم: { أعطيناك } أي خولناك مع التمكين العظيم، ولم يقل: آتيناك، لأن الإيتاء أصله الإحضار وإن اشتهر في معنى الإعطاء { الكوثر * } الذي هو من جملة الجود على المصدقين بيوم الدين. </p><br> <p><strong>𝟭𝟴) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-𝗝𝗮𝗹𝗮𝗹𝗮𝘆𝗻 𝗯𝘆 𝗜𝗺𝗮𝗺 𝗝𝗮𝗹𝗮𝗹𝘂𝗱𝗱𝗶𝗻 𝗔𝗹-𝗦𝘂𝘆𝘂𝘁𝗶 (𝗱.𝟵𝟭𝟭 𝗔𝗛): <br> تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) </strong><br> أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة { إنا أعطيناك الكوثر } بمكة.<br> وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله.<br> قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت حسان بن ثابت يقول: <br> وحباه الإِله بالكوثر<br> الأكبر فيه النعيم والخيرات<br> وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { إنا أعطيناك الكوثر } قال: نهر في الجنة عمقه سبعون ألف فرسخ ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، شاطئاه الدر والياقوت والزبرجد خص الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم دون الأنبياء. <br> وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: " أن رجلاً قال يا رسول الله: ما الكوثر؟ قال: نهر من أنهار الجنة أعطانيه الله عرضه ما بين إيلة وعدن. قال: يا رسول الله أله طين أو حال. قال: نعم المسك الأبيض. قال: له رضراض حصى؟ قال: نعم رضراضه الجوهر وحصباؤه اللؤلؤ. قال: أله شجر؟ قال: نعم، حافتاه قضبان ذهب رطبة شارعة عليه. قال: ألتلك القضبان ثمار؟ قال: نعم تنبت أصناف الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر، فيه أكواب وآنية وأقداح تسعى إلى من أراد أن يشرب منها منتشرة في وسطه كأنها الكوكب الدري </p><br> <p><strong>𝟭𝟵) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-𝗧𝗵𝗮𝗹𝗮𝗯𝗶 (𝗔𝗹-𝗞𝗮𝘀𝗵𝗳 𝘄𝗮-𝗹-𝗯𝗮𝘆𝗮𝗻) 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗧𝗵𝗮'𝗹𝗮𝗯𝗶 (𝗱.𝟰𝟮𝟳 𝗔𝗛): <br> تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) </strong><br> وقال أبو بكر بن عباس ويمان بن ذياب: هو كثرة الأصحاب والاشياع، ابن كيسان: هو كلمة من الكتب الأولى ومعناها الإيثار، الحسين بن الفضل: الكوثر شيئان تيسير القرآن وتخفيف الشرائع، جعفر الصادق: الكوثر نور في قبلك دّلك عليّ، وقطعك عما سواي، وعنه أيضاً: الشفاعة، وقيل: معجزات أكثرت بها أهل الإجابة لدعوتك، هلال بن يساق: هو قول لا اله الله محمد رسول الله، وقيل: الفقه في الدين، وقيل: الصلوات الخمس. </p><br> <p><strong>𝟮𝟬) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗛𝗮𝗾𝗮𝗶𝗾 𝗮𝗹 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗦𝗮𝗹𝗮𝗺𝗶 (𝗱.𝟰𝟭𝟮 𝗔𝗛): <br> تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) </strong><br> قال الصادق فى قوله: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } قال: نور فى قلبك دلك علىَّ، وقطعك عما سواى. <br> قال أيضاً: الشفاعة لأمتك. <br> وقال بعضهم: { أَعْطَيْنَاكَ } معجزة أكثرت بها أهل الإجابة لدعوتك. <br> وقال ابن عطاء: الرسالة والنبوة. <br> وقال ابن عطاء معرفة بربوبيتى، وانفراد بوحدانيتى وقدرتى، ومشيئتى. <br> وقال سهل: الحوض، تسقى من شئت بإذنى وتمنع من شئت بإذنى </p><br> <p><strong>𝟮𝟭) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗟𝗮𝘁𝗮𝗶𝗳 𝗔𝗹 𝗜𝘀𝗵𝗮𝗿𝗮𝘁 𝗯𝘆 𝗔𝗹-𝗤𝘂𝘀𝗵𝗮𝘆𝗿𝗶 (𝗱.𝟰𝟲𝟱 𝗔𝗛): <br> تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) </strong><br> قوله جلّ ذكره: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ }. <br> { ٱلْكَوْثَرَ }: أي الخبر الكثير. ويقال: هو نَهْرٌ في الجنة. <br> ويقال: النبوَّةُ والكتابُ. وقيل: تخفيف الشريعة. <br> ويقال: كثرةُ أُمَّتِه.<br> ويقال: الأصحابُ والأشياع. ويقال: نورٌ في قلبه. <br> ويقال: معرفته بربوبيته. </p><br> <p><strong>𝟮𝟮) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗔𝗿𝗮𝗶𝘀 𝗮𝗹 𝗯𝗮𝘆𝗮𝗻 𝗯𝘆 𝗮𝗹-𝗕𝗮𝗾𝗮𝗹𝗶 (𝗱.𝟲𝟬𝟲 𝗔𝗛): <br> تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) </strong><br> الكوثر الحقيقة استغراقه فى بحر جماله ودنوه فى منازل توبة وله كوثر القلب يجرى فيه انهار انوار مشاهدة الحق من بحار الازل والابد يزيد فى كل نفس سواقيها الى الابد قال جعفر نوراً فى قلبك دلّك عليّ وقطعك عما سواى وقال الشفاعة لامتك وقال ابن عطا الرسالة والنبوة وقال معرفة بربوبيتى وانفراد بوحدانيتي وقدرى ومشيتى وقال الجنيد اعطيناك نور المعرفة وانفراد الوحدانية. </p><br> <p><strong>𝟮𝟯) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗥𝘂𝗵 𝗮𝗹-𝗕𝗮𝘆𝗮𝗻 𝗜𝘀𝗺𝗮𝗶𝗹 𝗛𝗮𝗾𝗾𝗶 𝗕𝘂𝗿𝘀𝗲𝘃𝗶 (𝗱. 𝟭𝟭𝟮𝟳): <br> تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ)</strong><br> { الكوثر } اى الخير المفرط الكثرة من العلم والعمل وشرف الدارين فوعل من الكثرة كنوفل من النفل وجوهر من الجهر قيل لاعرابية آب ابنها من السفر ثم آب ابنك قالت آب بكوثر اى بالعدد الكثير من الخير قال فى القاموس الكوثر الكثير من كل شئ وفى المفردات وقد يقال للرجل السخى كوثر ويقال تكوثر الشئ كثر كثرة متناهية <br> فيكون الحوض فى المحشر والاظهر ان جميع نعم الله داخلة فى الكوثر ظاهرة او بطانه فمن الظاهرة خيرات الدنيا والآخرة ومن الباطنة العلوم اللدنية الحاصلة بالفيض الالهى بغير اكتساب بواسطة القوى الظاهرة الباطنة. </p><br> <p><strong>𝟮𝟰) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗛𝗮𝗺𝘆𝗮𝗻-𝘂𝗹-𝗭𝗮𝗱 𝗜𝗹𝗮 𝗗𝗮𝗿-𝗶𝗹-𝗠𝗮'𝗮𝗱 𝗯𝘆 𝗠𝘂𝗵𝗮𝗺𝗺𝗮𝗱 𝗯𝗶𝗻 𝗬𝘂𝘀𝘂𝗳 𝗜𝘁𝗵𝗳𝗶𝘀𝘆 (𝗱.𝟭𝟯𝟯𝟮 𝗔𝗛): <br> تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) </strong><br> فقيل المراد القرآن العظيم وهو مذهب الحسن وقيل هو والنبوة والحكمة وقيل كثرة اتباعه وقيل علماء أمه اللهم برحمتك اجعلنا منهم، وقيل أولاده واتباع أمته وقيل حوض في الجنة وقيل نهر فيها وقيل الخير الكثير ذلك وغيره النبوة والقرآن والحكمة والعلم والشفاعة والحوض وكثرة الإتباع والإظهار على الأديان والنصر وكثرة الفتوح في زمانه وبعده والنهر في الجنة وغير ذلك </p><br> <p><strong>𝟮𝟱) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗧𝗮𝘀𝗵𝗶𝗹 𝗮𝗹-𝗨𝗹𝘂𝗺 𝗮𝘁-𝗧𝗮𝗻𝘇𝗶𝗹 𝗯𝘆 𝗜𝗯𝗻 𝗝𝘂𝘇𝗮𝘆𝘆 (𝗱.𝟳𝟰𝟭 𝗔𝗛): <br> تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) </strong><br> إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والكوثر بثاء مبالغة من الكثرة وفي تفسيره سبعة أقوال: الأول حوض النبي صلى الله عليه وسلم: الثاني أنه الخير الكثير الذي أعطاه الله [له] في الدنيا والآخرة. قاله ابن عباس وتبعه سعيد بن جبير، فإن قيل: إن النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله فالمعنى أنه على العموم. الثالث أن الكوثر القرآن. الرابع أنه كثرة الأصحاب والأتباع. الخامس أنه التوحيد. السادس أنه الشفاعة، السابع أنه نور وضعه الله في قلبه، ولا شك أن الله أعطاه هذه الأشياء كلها </p><br> <p><strong>𝟮𝟲) 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-𝗦𝗮𝘄𝗶’𝘀 𝗛𝗮𝘀𝗵𝗶𝘆𝗮𝘁 𝗼𝗳 𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗮𝗹-𝗝𝗮𝗹𝗮𝗹𝗮𝗶𝗻 (𝗱.𝟭𝟮𝟰𝟭 𝗔𝗛): <br> تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) </strong><br> قوله: (هو نهر في الجنة)<br> قوله: (هو حوضه) <br> ومنها غير ذلك. الثالث: أنه النبوة. الرابع: القرآن. الخامس: الإسلام. السادس: تيسير القرآن وتخفيف الشريعة. السابع: كثيرة الأصحاب والأمة والأتباع. الثامن: رفعة الذكر. التاسع: نور في قلبك دلك علي وقطعك عما سواي. العاشر: الشفاعة. الحادي عشر: المعجزات. الثاني عشر: لا إله إلا الله محمد رسول الله. الثالث عشر: الفقه في الدين. الرابعة عشر: الصلوات الخمس. الخامس عشر: العظيم من الأمر. السادس عشر: الخير الكثير الدنيوي والأخروي. </p><br> <p><strong>𝟮𝟳)𝗧𝗮𝗳𝘀𝗶𝗿 𝗔𝗹-𝗥𝗮𝘇𝗶 𝗯𝘆 𝗙𝗮𝗸𝗵𝗿 𝗮𝗹-𝗗𝗶𝗻 𝗮𝗹-𝗥𝗮𝘇𝗶 (𝗱.𝟲𝟬𝟲 𝗔𝗛): </strong><br> Now, let's begin explaining the saying of the Almighty: "Indeed, We have granted you, [O Muhammad], al-Kawthar." Know that there are benefits in this verse. The first benefit is that this surah serves as a continuation of the preceding surahs and as a foundation for those that follow. As for being a continuation of the previous surahs, this is because Allah, may He be exalted, placed Surah Ad-Duha in praise of Muhammad, peace and blessings be upon him, detailing his circumstances. In the beginning of the surah, three things related to his prophethood are mentioned: <br> first, "Your Lord has not forsaken you, nor has He detested [you]." <br> And the second: His saying, "And the Hereafter is better for you than the first [life]." (Ad-Duha 93:4) <br> And the third: "And your Lord is going to give you, and you will be satisfied." (Ad-Duha 93:5). <br> He then said: "Indeed, We have granted you al-Kawthar," meaning, we have bestowed upon you these abundant virtues mentioned in the preceding surah, each of which is greater than the entire dominion of the world with all its adornments. <br> His saying, "Indeed, We have granted you al-Kawthar," dispels from him the fear from different angles. Firstly, the statement implies abundant goodness in both worldly and religious aspects, making it a promise from Allah for support and protection. It is akin to Allah's words: "O Prophet, sufficient for you is Allah" (Al-Anfal 8:64), and "And Allah will protect you from the people" (Al-Ma'idah 5:67), and "If you do not aid him [Muhammad], Allah has already aided him" (At-Tawbah 9:4). When Allah guarantees protection, there is no fear from anyone. <br> And the second point: That when Allah Almighty said, "{Verily, We have granted you Al-Kawthar}," this expression encompasses the blessings of both the worldly life and the Hereafter. <br> This was like a glad tiding for him and a promise that they wouldn't kill him, overpower him, or thwart his efforts. Instead, his command would only increase in strength and power day by day. <br> And the third point: When they disbelieved, distorted their faiths, and he invited them to believe, they gathered around him and said, "If you are doing this seeking wealth, we will give you wealth until you become the richest among us. If your desire is a wife, we will marry you to the noblest of our women. And if your aim is leadership, we will make you our leader." Then Allah Almighty said, "{Verily, We have granted you Al-Kawthar}," meaning, Allah has given you the blessings of this world and the Hereafter, so do not be deceived by what they have or their considerations. <br> And the fourth aspect is that the statement of Allah, "Indeed, We have granted you, [O Muhammad], al-Kawthar," indicates that Allah addressed him directly without an intermediary. This is equivalent to what is mentioned in the Quran about Allah speaking directly to Moses, "And Allah spoke to Moses with [direct] speech" [Quran 4:164]. However, this is more honorable because when the Lord sees His servant in the context of observance of upbringing and benevolence, it is more exalted than if He were to see him in any other context. <br> In His statement, "{Indeed, We have granted you al-Kawthar}," the word "{Indeed}" is sometimes intended for emphasis, and at other times, it is meant for magnification. <br> The second interpretation is that it is carried in terms of magnification, it serves to emphasize the greatness of the gift, as the bestower is the Almighty of the heavens and the earth, and the recipient of the gift, referred to through the plural address in the phrase "{Indeed, We have granted you}," is the object of bestowal. The gift is what is named as "Al-Kawthar," which signifies an exaggeration in abundance. The awareness of the expression reflects the enormity of the giver, the given, and the gift itself, emphasizing the profound nature of the blessings bestowed. <br> The third benefit is that the gift, even if seemingly small, becomes significant because it originates from the great giver, thus turning it into something immense. Therefore, when a great king throws an apple to one of his servants as an act of generosity, it is considered a great act of generosity not because the pleasure of the gift lies in itself, but because its issuance from the generous giver makes it significant. Similarly, in the case of al-Kawthar, even though it is abundant in itself, its greatness is heightened due to its origin from the King of all creation, adding to its magnificence and perfection. <br> The fourth point of benefit: When He said, "{أَعْطَيْنَـٰكَ}" ("We have granted you"), this wording is coupled with an implied indication that the gift will not be reclaimed and given unconditionally. <br> The fifth point emphasizes that the verb is constructed based on the subject, signifying confirmation. The rationale behind this is that when the mentioned name is introduced, the mind recognizes that it conveys a command about it. This creates anticipation and eagerness in the soul to know what the announcement is about. When this information is presented beforehand, the person readily accepts it, enhancing clarity, dispelling doubts, and showcasing eloquence in expression. <br> The sixth benefit is that the Almighty initiated the sentence with the emphatic particle, emphasizing the oath. The words of the truthful are preserved for the future, so how much more when there is an intensified the emphasis. <br> The seventh benefit is that He said, "We have given you," and did not say, "We will give you." This choice of phrasing indicates that this giving has already occurred in the past. This holds various benefits, one of which is that someone who has been esteemed, well-provided, and fulfilling needs in the past is more noble than someone who will become so in the future. Hence, the statement "We have given you" implies a past occurrence, emphasizing the continuous honor of the Prophet. <br> The second benefit is that it indicates that Allah's decree of happiness, hardship, wealth, and poverty is not something happening now but was established in eternity. The third is as if saying, "We have already prepared the means for your happiness before your existence, so how can we neglect your affairs after your creation and engagement in worship!" The fourth is as if Allah is saying, "We did not choose and favor you based on your obedience; rather, it was due to our grace and kindness toward you without any specific reason. We chose you solely out of favor and benevolence, indicating what the Prophet (peace be upon him) said: 'He chose before any choosing for a reason and repelled before any repelling for a reason.'" <br> The eighth benefit is that Allah said, "We have given you" without specifying the Prophet, messenger, scholar, or obedient one. If He had mentioned any of these titles, one might have inferred that the gift was contingent upon that description. By saying, "We have given you," it signifies that the gift is not contingent upon any specific quality but is purely based on choice and divine will, as expressed in other verses like, "We have divided" [Az-Zukhruf: 32] and "Allah chooses messengers from the angels and from the people" [Al-Hajj: 75]. <br> The ninth benefit is that Allah first says, "We have given you" and then follows with, "So pray to your Lord and sacrifice." This indicates that His granting of guidance and success precedes our acts of obedience. How could it be otherwise when His granting is based on His attributes, and our obedience is a reflection of our attributes? The attributes of the creation do not influence the attributes of the Creator; rather, it is the attributes of the Creator that affect the attributes of the creation. This is why it's reported that Al-Wasiti said, "I do not worship a Lord who is pleased with my obedience and displeased with my disobedience." The meaning is that His pleasure and displeasure are eternal, while our obedience and disobedience are temporal. What is eternal has no effect on what is temporal; rather, it is His pleasure with the servant that motivates them to obedience continually, and the same goes for His displeasure and disobedience. <br> The tenth benefit is that Allah says, "{أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ}" ("We have granted you Al-Kawthar"),," and He did not say, "We give you al-Kawthar." The reason for this lies in two matters. Firstly, the act of giving can be obligatory or a matter of preference, while granting is more akin to preference. So, when He says, ""{إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ}," it signifies these abundant blessings, including Islam, the Quran, prophethood, and the beautiful remembrance in this world and the Hereafter, as purely a matter of preference from Us to you, not due to any entitlement or obligation on your part. <br> There is a double-edged indication in this. Firstly, when a generous person starts nurturing someone out of preference, it appears that they will not abruptly stop but rather continue to increase. Secondly, when something is the cause for entitlement, its value is commensurate with the entitlement. If the servant's action is limited, then the resulting entitlement is also limited. However, preference, being a consequence of Allah's generosity, is immeasurable. Therefore, His favor is also immeasurable. Thus, His statement "We have given you" implies an ongoing, increasing preference rather than entitlement. <br><strong> تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) </strong><br> في لطائف هذه السورة أن السالكين إلى الله تعالى لهم ثلاث درجات: أعلاها أن يكونوا مستغرقين بقلوبهم وأرواحهم في نور جلال الله وثانيها: أن يكونوا مشتغلين بالطاعات والعبادات البدنية وثالثها: أن يكونوا في مقام منع النفس عن الانصباب إلى اللذات المحسوسة والشهوات العاجلة <br> فقوله: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } إشارة إلى المقام الأول وهو كون روحه القدسية متميزة عن سائر الأرواح البشرية بالكم والكيف. أمابالكم فلأنها أكثر مقدمات، وأما بالكيف فلأنها أسرع انتقالاً من تلك المقدمات إلى النتائج من سائر الأرواح، وأما قوله: { فَصَلّ لِرَبّكَ } فهو إشارة إلى المرتبة الثانية، وقوله: { وَٱنْحَرْ } إشارة إلى المرتبة الثالثة، فإن منع النفس عن اللذات العاجلة جار مجرى النحر والذبح. <br> ولنشرع الآن في التفسير قوله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } اعلم أن فيه فوائد: الفائدة الأولى: أن هذه السورة كالتتمة لما قبلها من السور، وكالأصل لما بعدها من السور. أما أنها كالتتمة لما قبلها من السور، فلأن الله تعالى جعل سورة وَٱلضُّحَىٰ في مدح محمد عليه الصلاة والسلام وتفصيل أحواله، فذكر في أول السورة ثلاثة أشياء تتعلق بنبوته أولها: قوله: { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } ، وثانيها: قوله: <br> { وَلَلأَخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأَولَىٰ } [الضحى:4] وثالثها: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } ثم ختم هذه السورة بذكر ثلاثة أحوال من أحواله عليه السلام فيما يتعلق بالدنيا وهي قوله:{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَاوَىٰ وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَىٰ وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَىٰ } [الضحى:6-8] ثم ذكر في سورة: { أَلَمْ نَشْرَحْ } أنه شرفه بثلاثة أشياء أولها: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } وثانيها: { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ٱلَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ } ، وثالثها: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } <br> قال بعدها: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } أي إنا أعطيناك هذه المناقب المتكاثرة المذكورة في السوره المتقدمة التي كل واحدة منها أعظم من ملك الدنيا بحذافيرها. <br> قوله: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } يزيل عنه ذلك الخوف من وجوه أحدها: أن قوله: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } أي الخير الكثير في الدنيا والدين، فيكون ذلك وعداً من الله إياه بالنصرة والحفظ، وهو كقوله: <br> { يا أيها النبي حسبك الله } [الأنفال:64]وقوله:{ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [المائدة:67]وقوله:{ إِلا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } [التوبة:4] ومن كان الله تعالى ضامناً لحفظه، فإنه لا يخشى أحداً <br> وثانيها: أنه تعالى لما قال: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } وهذا اللفظ يتناول خيرات الدنيا وخيرات الآخرة، وأن خيرات الدنيا ما كانت واصلة إليه حين كان بمكة، والخلف في كلام الله تعالى محال، فوجب في حكمة الله تعالى إبقاؤه في دار الدنيا إلى حيث يصل إليه تلك الخيرات، فكان ذلك كالبشارة له والوعد بأنهم لا يقتلونه، ولا يقهرونه، ولا يصل إليه مكرهم بل يصير أمره كل يوم في الازدياد والقوة <br> وثالثها: أنه عليه السلام لما كفروا وزيف أديانهم ودعاهم إلى الإيمان اجتمعوا عنده، وقالوا: إن كنت تفعل هذا طلباً للمال فنعطيك من المال ما تصير به أغنى الناس، وإن كان مطلوبك الزوجة نزوجك أكرم نسائنا، وإن كان مطلوبك الرياسة فنحن نجعلك رئيساً على أنفسنا، فقال الله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } أي لما أعطاك خالق السموات والأرض خيرات الدنيا والآخرة، فلا تغتر لما لهم ومراعاتهم <br> ورابعها: أن قوله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } يفيد أن الله تعالى تكلم معه لا بواسطة، فهذا يقوم مقام قوله:{ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } [النساء:164] بل هذا أشرف لأن المولى إذا شافه عبده بالتزام التربية والإحسان كان ذلك أعلى مما إذا شافهه في غير هذا المعنى. <br> في قوله: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } هي أن كلمة: { إِنّا } تارة يراد بها الجمع وتارة يراد بها التعظيم. أما الأول: فقد دل على أن الإله واحد، فلا يمكن حمله على الجمع، إلا إذا أريد أن هذه العطية مما سعى في تحصيلها الملائكة وجبريل وميكائيل والأنبياء المتقدمون، حين سأل إبراهيم إرسالك، فقال:{ رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ } [البقرة:129] وقال موسى: رب اجعلني من أمة أحمد. وهو المراد من قوله:{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِىّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى ٱلاْمْرَ } [القصص:44]وبشر بك المسيح في قوله:{ وَمُبَشّراً بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى ٱسْمُهُ أَحْمَدُ } [الصف:6] <br> وأما الثاني: وهو أن يكون ذلك محمولاً على التعظيم، ففيه تنبيه على عظمة العطية لأن الواهب هو جبار السموات والأرض والموهوب منه، هو المشار إليه بكاف الخطاب في قوله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ } والهبة هي الشيء المسمى بالكوثر، وهو ما يفيد المبالغة في الكثرة، ولما أشعر اللفظ بعظم الواهب والموهوب منه والموهوب، فيالها من نعمة ما أعظمها، وما أجلها، وياله من تشريف ما أعلاه <br> الفائدة الثالثة: أن الهدية وإن كانتقليلة لكنها بسبب كونها واصلة من المهدي العظيم تصير عظيمة، ولذلك فإن الملك العظيم إذا رمى تفاحة لبعض عبيده على سبيل الإكرام يعد ذلك إكراماً عظيماً، لا لأن لذة الهدية في نفسها، بل لأن صدورها من المهدي العظيم يوجب كونها عظيمة، فههنا الكوثر وإن كان في نفسه في غاية الكثرة، لكنه بسبب صدوره من ملك الخلائق يزداد عظمة وكمالاً. <br> الفائدة الرابعة: أنه لما قال: { أَعْطَيْنَـٰكَ } قرن به قرينة دالة على أنه لا يسترجعها، وذلك لأن من مذهب أبي حنيفة أنه يجوز للأجنبي أن يسترجع موهوبه، فإن أخذ عوضاً وإن قل لم يجز له ذلك الرجوع، لأن من وهب شيئاً يساوي ألف دينار إنساناً، ثم طلب منه مشطاً يساوي فلساً فأعطاه، سقط حق الرجوع فههنا لما قال: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } طلب منه الصلاة والنحر وفائدته إسقاط حق الرجوع. <br> الخامسة: أنه بنى الفعل على المبتدأ، وذلك يفيد التأكيد والدليل عليه أنك لما ذكرت الاسم المحدث عنه عرف العقل أنه يخبر عنه بأمر فيصبر مشتاقاً إلى معرفة أنه بماذا يخبر عنه، فإذا ذكر ذلك الخبر قبله قبول العاشق لمعشوقه، فيكون ذلك أبلغ في التحقيق ونفى الشبهة ومن ههنا تعرف الفخامة في قوله: <br> { فَإِنَّهَا لاَ تعمى ٱلاْبْصَـٰرِ } [الحج:46] فإنه أكثر فخامة مما لو قال: فإن الأبصار لا تعمى، ومما يحقق قولنا قول الملك العظيم لمن يعده ويضمن له: أنا أعطيك، أنا أكفيك، أنا أقوم بأمرك. وذلك إذا كان الموعود به أمراً عظيماً.فلما تقع المسامحة به فعظمه يورث الشك في الوفاء به، فإذا أسند إلى المتكفل العظيم، فحينئذ يزول ذلك الشك، وهذه الآية من هذا الباب لأن الكوثر شيء عظيم، قلما تقع المسامحة به. فلما قدم المبتدأ، وهو قوله: { إنا } صار ذلك الإسناد مزيلاً لذلك الشك ودافعاً لتلك الشبهة. <br> الفائدة السادسة: أنه تعالى صدر الجملة بحرف التأكيد الجاري محرى القسم، وكلام الصادق مصون عن الخلف، فكيف إذا بالغ في التأكيد.. <br> الفائدة السابعة: قال: { أَعْطَيْنَـٰكَ } ولم يقل: سنعطيك لأن قوله: { أَعْطَيْنَـٰكَ } يدل على أن هذا الإعطاء كان حاصلاً في الماضي، وهذا فيه أنواع من الفوائد إحداها: أن من كان في الزمان الماضي أبداً عزيزاً مرعي الجانب مقضي الحاجة أشرف ممن سيصير كذلك، ولهذا قال عليه السلام: " كنت نبياً وآدم بين الماء والطين " وثانيها: أنها إشارة إلى أن حكم الله بالإسعاد والإشقاء والإغناء والإفقار، ليس أمراً يحدث الآن، بل كان حاصلاً في الأزل وثالثها: كأنه يقول: إنا قد هيأنا أسباب سعادتك قبل دخولك في الوجود فكيف نهمل أمرك بعد وجودك واشتغالك بالعبودية! ورابعها: كأنه تعالى يقول: نحن ما اخترناك وما فضلناك، لأجل طاعتك، وإلا كان يجب أن لا نعطيك إلا بعد إقدامك على الطاعة، بل إنما اخترناك بمجرد الفضل والإحسان منا إليك من غير موجب، وهو إشارة إلى قوله عليه الصلاة والسلام: " قبل من قبل لا لعلة، ورد من رد لا لعلة "<br> الفائدة الثامنة: قال: { أَعْطَيْنَـٰكَ } ولم يقل أعطينا الرسول أو النبي أو العالم أو المطيع، لأنه لو قال ذلك لأشعر أن تلك العطية وقعت معللة بذلك الوصف، فلما قال: { أَعْطَيْنَـٰكَ } علم أن تلك العطية غير معللة بعلة أصلاً بل هي محض الاختيار والمشيئة، كما قال:{ نَحْنُ قَسَمْنَا } [الزخرف:32]{ ٱللَّهِ يَصْطَفِى مِنَ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ ٱلنَّاسِ } [الحج:75] <br> الفائدة التاسعة: قال أولاً: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ } ثم قال ثانياً: { فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ } وهذا يدل على أن إعطاؤه للتوفيق والإرشاد سابق على طاعاتنا، وكيف لا يكون كذلك وإعطاؤه إيانا صفته وطاعتنا له صفتنا، وصفة الخلق لا تكون مؤثرة في صفة الخالق إنما المؤثر هو صفة الخالق في صفة الخلق، ولهذا نقل عن الواسطي أنه قال: لا أعبد رباً يرضيه طاعتي ويسخطه معصيتي. ومعناه أن رضاه وسخطه قديمان وطاعتي ومعصيتي محدثتان والمحدث لا أثر له في قديم، بل رضاه عن العبد هو الذي حمله على طاعته فيما لا يزال، وكذا القول في السخط والمعصية. <br> الفائدة العاشرة: قال: { أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } ولم يقل: آتيناك الكوثر، والسبب فيه أمران الأول: أن الإيتاء يحتمل أن يكون واجباً وأن يكون تفضلاً، وأما الإعطاء فإنه بالتفضل أشبه فقوله: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } يعني هذه الخيرات الكثيرة وهي الإسلام والقرآن والنبوة والذكر الجميل في الدنيا والآخرة، محض التفضل منا إليك وليس منه شيء على سبيل الاستحقاق والوجوب، وفيه بشارة من وجهين أحدهما: أن الكريم إذا شرع في التربية على سبيل التفضل، فالظاهر أنه لا يبطلها، بل كان كل يوم يزيد فيها الثاني: أن ما يكون سبب الاستحقاق، فإنه يتقدر بقدر الاستحقاق، وفعل العبد متناه، فيكون الاستحقاق الحاصل بسببه متناهياً، أما التفضل فإنه نتيجة كرم الله غير متناه، فيكون تفضله أيضاً غير متناه، فلما دل قوله: { أَعْطَيْنَـٰكَ } على أنه تفضل لا استحقاق أشعر ذلك بالدوام والتزايد أبداً. <br> القول الثاني: أنه حوض والأخبار فيه مشهورة ووجه التوفيق بين هذا القول، والقول الأول أن يقال: لعل النهر ينصب في الحوض أو لعل الأنهار إنما تسيل من ذلك الحوض فيكون ذلك الحوض كالمنبع <br> الثالث: الكوثر أولاده قالوا: لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت، ثم العالم ممتلىء منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم <br> القول الرابع: الكوثر علماء أمته وهو لعمري الخير الكثير لأنهم كأنبياء بني إسرائيل، وهم يحبون ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشرون آثار دينه وأعلام شرعه، ووجه التشبيه أن الأنبياء كانوا متفقين على أصول معرفة الله مختلفين في الشريعة رحمة على الخلق ليصل كل أحد إلى ما هو صلاحه، كذا علماء أمته متفقون بأسرهم على أصول شرعه، لكنهم مختلفون في فروع الشريعة رحمة على الخلق، ثم الفضيلة من وجهين أحدهما: أنه يروى أنه يجاء يوم القيامة بكل نبي ويتبعه أمته فربما يجيء الرسول ومعه الرجل والرجلان، ويجاء بكل عالم من علماء أمته ومعه الألوف الكثيرة فيجتمعون عند الرسول فربما يزيد عدد متبعي بعض العلماء على عدد متبعي ألف من الأنبياء الوجه الثاني: أنهم كانوا مصيبين لأتباعهم النصوص المأخوذة من الوحي، وعلماء هذه الأمة يكونون مصيبين مع كد الاستنباط والاجتهاد، أو على قول البعض: إن كان بعضهم مخطئاً لكن المخطىء يكون أيضاً مأجوراً <br> القول الخامس: الكوثر هو النبوة، ولا شك أنها الخير الكثير لأنها المنزلة التي هي ثانية الربوبية ولهذا قال: <br> القول السادس: الكوثر هو القرآن، وفضائله لا تحصى،{ وَلَوْ أَنَّ مَّا فِى ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلام } [لقمان:27]{ قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لّكَلِمَـٰتِ رَبّى } [الكهف:109] <br> القول السابع: الكوثر الإسلام، وهو لعمري الخير الكثير، فإن به يحصل خير الدنيا والآخرة. وبفواته يفوت خير الدنيا وخير الآخرة، وكيف لا والإسلام عبارة عن المعرفة، أو مالا بد فيه من المعرفة، قال:{ وَمِنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } وإذا كان الإسلام خيراً كثيراً فهو الكوثر، فإن قيل: لم خصه بالإسلام، مع أن نعمه عمت الكل؟ قلنا: لأن الإسلام وصل منه إلى غيره، <br> فكان عليه السلام كالأصل فيه القول الثامن: الكوثر كثرة الأتباع والأشياع، ولا شك أن له من الأتباع مالا يحصيهم إلا الله، وروي أنه عليه الصلاة والسلام، قال: " أنا دعوة خليل الله إبراهيم، وأنا بشرى عيسى، وأنا مقبول الشفاعة يوم القيامة، فبيناً أكون مع الأنبياء، إذ تظهر لنا أمة من الناس فنبتدرهم بأبصارنا ما منا من نبي إلا وهو يرجو أن تكون أمته، فإذا هم غر محجلون من آثار الوضوء، فأقول: أمتي ورب الكعبة فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يظهر لنا مثلاً ما ظهر أولاً فنبتدرهم بأبصارنا ما من نبي إلا ويرجو أن تكون أمته فإذا هم غر محجلون من آثار الوضوء فأقول: أمتي ورب الكعبة، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يرفع لنا ثلاثة أمثال ما قد رفع فنبتدرهم، وذكر كما ذكر في المرة الأولى والثانية، ثم قال: { ليدخلن } ثلاث فرق من أمتي الجنة قبل أن يدخلها أحد من الناس " ولقد قال عليه الصلاة والسلام: " تناكحوا تناسلوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة، ولو بالسقط " فإذا كان يباهي بمن لم يبلغ حد التكليف، فكيف بمثل هذا الجم الغفير، فلا جرم حسن منه تعالى أن يذكره هذه النعمة الجسيمة فقال: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } <br> القول التاسع: ٱلْكَوْثَرَ الفضائل الكثيرة التي فيه، فإنه باتفاق الأمة أفضل من جميع الأنبياء، قال المفضل بن سلمة: يقال رجل كوثر إذا كان سخياً كثير الخير، وفي " صحاح اللغة ": ٱلْكَوْثَرَ السيد الكثير الخير، فلما رزق الله تعالى محمداً هذه الفضائل العظيمه حسن منه تعالى أن يذكره تلك النعمة الجسيمة فيقول: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ } <br> القول العاشر: الكوثر رفعة الذكر، وقد مر تفسيره في قوله:{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } [الشرح:4] <br> القول الحادي عشر: أنه العلم قالوا: وحمل الكوثر على هذا أولى لوجوه أحدها: أن العلم هو الخير الكثير قال:{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } [النساء:113] وأمره بطلب العلم، فقال:{ وَقُل رَّبّ زِدْنِى عِلْماً } [طه:114] وسمى الحكمة خيراً كثيراً، فقال:{ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } [البقرة:269] <br> وثانيها: أنا إما أن نحمل الكوثر على نعم الآخرة، أو على نعم الدنيا، والأول غير جائز لأنه قال: أعطينا، ونعم الجنة سيعطيها لا أنه أعطاها، فوجب حمل الكوثر على ما وصل إليه في الدنيا، وأشرف الأمور الواصلة إليه في الدنيا هو العلم والنبوة داخلة في العلم، فوجب حمل اللفظ على العلم. <br> القول الثاني عشر: أن الكوثر هو الخلق الحسن، قالوا: الانتفاع بالخلق الحسن عام ينتفع به العالم والجاهل والبهيمة والعاقل، فأما الانتفاع بالعلم، فهو مختص بالعقلاء، فكان نفع الخلق الحسن أعم، فوجب حمل الكوثر عليه، ولقد كان عليه السلام كذلك كان للأجانب كالوالد يحل عقدهم ويكفي مهمهم، وبلغ حسن خلقه إلى أنهم لما كسروا سنه، قال: " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون " <br> القول الرابع عشر: أن المراد من الكوثر هو هذه السورة، قال: وذلك لأنها مع قصرها وافية بجميع منافع الدنيا والآخرة، وذلك لأنها مشتملة على المعجز من وجوه أولها: أنا إذا حملنا الكوثر على كثرة الأتباع، أو على كثرة الأولاد، وعدم انقطاع النسل كان هذا إخباراً عن الغيب، وقد وقع مطابقاً له، فكان معجزاً وثانيها: أنه قال: { فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ } وهو إشارة إلى زوال الفقر حتى يقدر على النحر، وقد وقع فيكون هذا أيضاً إخباراً عن الغيب وثالثها: قوله: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } وكان الأمر على ما أخبر فكان معجزاً ورابعها: أنهم عجزوا عن معارضتها مع صغرها، فثبت أن وجه الإعجاز في كمال القرآن، إنما تقرر بها لأنهم لما عجزوا عن معارضتها مع صغرها فبأن يعجزوا عن معارضة كل القرآن أولى، ولما ظهر وجه الإعجاز فيها من هذه الوجوه فقد تقررت النبوة وإذا تقررت النبوة فقد تقرر التوحيد ومعرفة الصانع، وتقرر الدين والإسلام، وتقرر أن القرآن كلام الله وإذا تقررت هذه الأشياء تقرر جميع خيرات الدنيا والآخرة فهذه السورة جارية مجرى النكتة المختصرة القوية الوافية بإثبات جميع المقاصد فكانت صغيرة في الصورة كبيرة في المعنى، ثم لها خاصية ليست لغيرها وهي أنها ثلاث آيات، وقد بينا أن كل واحدة منها معجز فهي بكل واحدة من آياتها معجز وبمجموعها معجز وهذه الخاصية لا توجد في سائر السور فيحتمل أن يكون المراد من الكوثر هو هذه السورة <br> القول الخامس عشر: أن المراد من الكوثر جميع نعم الله على محمد عليه السلام، وهو المنقول عن ابن عباس لأن لفظ الكوثر يتناول الكثرة الكثيرة، فليس حمل الآية على بعض هذه النعم أولى من حملها على الباقي فوجب حملها على الكل، وروي أن سعيد بن جبير. لما روى هذا القول عن ابن عباس قال له بعضهم: إنا ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه <br> وأما نوح عليه السلام، فإن الله أكرمه بأن أمسك سفينته على الماء، وفعل في محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أعظم منه. روي أن النبي عليه الصلاة والسلام: " كان على شط ماء ومعه عكرمة بن أبي جهل، فقال: لئن كنت صادقاً فادع ذلك الحجر الذي هو في الجانب الآخر فليسبح ولا يغرق، فأشار الرسول إليه، فانقلع الحجر الذي أشار إليه من مكانه، وسبح حتى صار بين يدي الرسول عليه السلام وسلم عليه، وشهد له بالرسالة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يكفيك هذا؟ قال: حتى يرجع إلى مكانه، فأمره النبي عليه الصلاة والسلام، فرجع إلى مكانه " <br> وأكرم إبراهيم فجعل النار عليه برداً وسلاماً، وفعل في حق محمد أعظم من ذلك. عن محمد بن حاطب قال: " كنت طفلاً فانصب القدر علي من النار، فاحترق جلدي كله فحملتني أمي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت: هذا ابن حاطب احترق كما ترى فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جلدي ومسح بيده على المحترق منه، وقال: أذهب البأس رب الناس، فصرت صحيحاً لا بأس بي " <br> وأكرم موسى ففلق له البحر في الأرض، وكرم محمداً ففلق له القمر في السماء، ثم أنظر إلى فرق ما بين السماء والأرض، وفجر له الماء من الحجر، وفجر لمحمد أصابعه عيوناً، وأكرم موسى بأن ظلل عليه الغمام، وكذا أكرم محمداً بذلك فكان الغمام يظلله، وأكرم موسى باليد البيضاء، وأكرم محمداً بأعظم من ذلك وهو القرآن العظيم، الذي وصل نوره إلى الشرق والغرب، وقلب الله عصا موسى ثعباناً، ولما أراد أبو جهل أن يرميه بالحجر رأى على كتفيه ثعبانين، فانصرف مرعوباً، وسبحت الجبال مع داود وسبحت الأحجار في يده ويد أصحابه، وكان داود إذا مسك الحديد لان، وكان هو لما مسح الشاة الجرباء درت، وأكرم داود بالطير المحشورة ومحمداً بالبراق <br> وأكرم عيسى عليه السلام بإحياء الموتى، وأكرمه بجنس ذلك حين أضافه اليهود بالشاة المسمومة، فلما وضع اللقمة في فمه أخبرته، وأبرأ الأكمه والأبرص، روي أن امرأة معاذ بن عفراء أتته وكانت برصاء، وشكت ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فمسح عليها رسول الله بغصن فأذهب الله البرص، وحين سقطت حدقة الرجل يوم أحد فرفعها وجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردها إلى مكانها، وكان عيسى يعرف ما يخفيه الناس في بيوتهم، والرسول عرف ما أخفاه عمه مع أم الفضل، فأخبره فأسلم العباس لذلك، وأما سليمان فإن الله تعالى رد له الشمس مرة، وفعل ذلك أيضاً للرسول حين نام ورأسه في حجر علي فانتبه وقد غربت الشمس، فردها حتى صلى، وردها مرة أخرى لعلي فصلى العصر في وقته، وعلم سليمان منطق الطير، وفعل ذلك في حق محمد، روي أن طيراً فجع بولده فجعل يرفرف على رأسه ويكلمه فقال: أيكم فجع هذه بولدها؟ فقال رجل: أنا، فقال: أردد إليها ولدهاٰ وكلام الذئب معه مشهور، وأكرم سليمان بمسيرة غدوة شهراً وأكرمه بالمسير إلى بيت المقدس في ساعة، وكان حماره يعفور يرسله إلى من يريد فيجيء به، وقد شكوا إليه من ناقة أنها أغيلت، وأنهم لا يقدرون عليها فذهب إليها، فلما رأته خضعت له، وأرسل معاذاً إلى بعض النواحي، فلما وصل إلى المفازة، فإذا أسد جاثم فهاله ذلك ولم يستجرىء أن يرجع، فتقدم وقال: إني رسول رسول الله فتبصبص، وكما انقاد الجن لسليمان، فكذلك انقادوا لمحمد عليه الصلاة والسلام، وحين جاء الأعرابي بالضب، وقال لا أؤمن بك حتى يؤمن بك هذا الضب، فتكلم الضب معترفاً برسالته، وحين كفل الظبية حين أرسلها الأعرابي رجعت تعدو حتى أخرجته من الكفالة وحنت الحنانة لفراقه، وحين لسعت الحية عقب الصديق في الغار، قالت: كنت مشتاقة إليه منذ كذا سنين فلم حجبتني عنه! وأطعم الخلق الكثير، من الطعام القليل ومعجزاته أكثر من أن تحصى وتعد، فلهذا قدمه الله على الذين اصطفاهم، فقال: <br> { وَإِذ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ } [الأحزاب:7] فلما كانت رسالته كذلك جاز أن يسميها الله تعالى كوثراً، فقال: { إِنَّا أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ }</p><br>
Editor is loading...
Leave a Comment